شاهد: صور خيالة فى مصر

شابّان في أوائل العشرين من عُمرهم، يسيران في أنحاء منطقة مصر الجديدة، ثُم أمام قصر البارون إمبان، قال أحدهما للآخر، «ماذا لو تغيّر هذا المُحيط الرمليّ حول القصر، مؤكدٌ أنه سيبدو أكثر جمالًا».

كان هذا عمرو عيد، شابٌ في عُمر 23، تعثّر في دراسة البترول بكليّة العلوم، لكنّه أحب الجرافيك لدرجة كبيرة، فأفرد له مساحة من اهتمامه غلبت دراسته التي لم يحبها، فعمل كمصمم جرافيك، ولأن عيناه طافت كثيرًا بين الصور والمناظر الطبيعية، تخيّل ربما لو أحاط بقصر البارون، حديقة، بحيرة، شيءٌ من هذا القبيل، ولماذا القصر فقط، لمَ ليس الأهرامات، برج القاهرة، مسجد محمد علي.. إلخ، لكن «عمرو» لم يكن يمتلك غير مُخيلته، وتلك الموهبة التي بين يديه، لذا قرر على الأقل، أن ينقل هذا الخيال إلى واقعٍ مصوّر، علّه يُصبح حقيقة يومًا ما وعمل على اخراج مشروع صور خيالية فى مصر.

كانت فكرة الشاب العشرينيّ أن يجمع بين معالم مصريّة وأجواء عالمية، وأيضًا المعالم العالمية بجوٍ مصري، فهو يرى أن العنصر المصريّ في الصور يُكسبها جمالًا خاصًا، ولأن هدفه إكساب تلك المعالم المصرية إطارًا غير ما هي عليه، يُعطيها رونقًا أكبر حسبما يرى، لذا انطلق في مشروعه الذي أسماه «ماذا لو» حسب اقتراح صديقه الممثل الشاب «حسام داغر»، طارحًا السؤال الأهم؛ ماذا لو كانت تلك الأماكن هكذا في الواقع.

بدأ «عمرو» في مشروعه، وكانت كُل صورة تُمهد لما بعدها، فمُقترحات أصدقائه، عائلته، أو متابعينه على «فيس بوك»، كانت تُعطيه أفكارًا عن الصورة التالية وهكذا.

اعتمد «عمرو» بشكلٍ أساسيّ، على صورٍ تتيحها مواقع بشكلٍ مجانيّ، وأخرى يصورها بنفسه، أو أصدقائه، غير أنه يُشير إلى أي شخصٍ صوّر، اقترح تعديلًا، أو حتى اقترح فكرة للصورة التالية، لكن المُعضلة الأساسيّة كانت في إيجاد صورتين لهما نفس زاوية التصوير، حتى يسهل المزج بينهما، لكن «عمرو» كان يجتهد في ذلك قدر الإمكان.

كان فنانُنا ينشر كل صوره تباعًا كما قُلنا، وكانت ردود الفعل في المحيط المعقول، لأصدقائه ومتابعيه، وعندما انتهى من المشروع، عهد إلى صديقه عمر منتصر، لتصميم اللوجو الخاص بالمشروع، وعندما تم نشر المشروع كاملًا بعد الانتهاء منه، تفاجأ «عمرو» من ردود الفعل الواسعة التي وجدها، والإعجابات والمُشاركات على «فيس بوك» التي وصلت للآلاف، والاتصالاتٍ التليفونيّة، والرسائل الشخصية، فهو لم يكُن يدرك أن ما فعله سيلقى كُل هذا التقدير من الناس، لكنه حمد الله على ذلك.

يأمل «عمرو» أن يصل مشروعه إلى العالم أجمع، وليس مصر فقط، لأنه يرى أن ذلك تسويقًا له كمُصمم جرافيك في بداية حياته العملية، كما أنه تشجيعًا كبيرًا للسياحة في مصر، وأن رغم كل ما نمر به، لا زال هُناك جمال على أرض الكنانة، وبالفعل بدأ «عمرو» في نشر مشروعه في مواقع عالمية، مثل Bored Panda، وBuzz Feed، بعد نشره على موقع Behance للتصاميم، بينما يُخطط البدء في الجزء الثاني من مشروعه «ماذا لو»، ببعضٍ من التطوير، الذي حصره في زيادة مصريّة الصور، لأنه يرى أن بساطة التفاصيل المصريّة ، ستُضفي جمالًا أكبر على صوره.

ويرى «عمرو» أن المسئوليّة أصبحت كبيرة الآن، بعد نجاح الجزء الأول من مشروعه، وأنه لن يقبل بنجاحٍ أقل منه، لذا فعليه بذل المزيد من الجهد والتركيز، والتطوير أيضًا، كي يصل إلى إكمال هذا المشروع بالشكل الذي يُرضي الجمهور ويُرضيه.